الرئيسية / الحمل و الولادة / القابلة ، مهنة الإنسانية في ثوب عصري

القابلة ، مهنة الإنسانية في ثوب عصري

القبالة المهنة الأصلية الأصيلة في العناية بالحامل و الطفل ، يطلق على من تزاولها إسم القابلة أو المولدة أو الداية ،هي تلك الإنسانة الراقية بمشاعرها التي تحمل بين كفيها روحين تفدي في سبيل حياتهما راحتها .

ظلت لعقود طويلة تنتقل بين حامل و أخرى تراعيها أثناء حملها و عند ولادتها و بعدها ،تراعي الأم و الطفل أحيانا بمقابل و أحيانا بالشكر فقط . و أي مقابل أو شكر لن يوفيها قدرها و هي تلك التي رسمت البسمة في قمة المعاناة .

بعدما كانت تزاول هذه المهنة بالوراثة فقط صارت تدرس و تمنح لأجلها الشواهد و الدبلومات التي تخول لحامليها مزاولة هذه المهنة عن جدارة و استحقاق .و تتلخص مهام القابلة في تشخيص الحمل و مراقبته و ممارسة التوليد غير العسير و توجيه النصائح و تقديم العلاجات و المراقبة بعد الولادة للأم و الوليد ،كما تسهر على الكشف المبكر للمخاطر و المضاعفات خلال الحمل و أثناء الولادة و بعدها . و تساهم في الأنشطة المرتبطة بالصحة الإنجابية و تشارك في أعمال التوعية و التربية و التواصل .

بالإضافة إلى تقديم الرعاية للنساء المقبلات على الحمل والولادة فالقابلة أيضا توفر الرعاية الصحية الأولية للمرأة ،و كذلك الرعاية الجيدة المتعلقة بالصحة الإنجابية والاختبارات السنوية لأمراض النساء، و تنظيم الأسرة، و رعاية بعد انقطاع الطمث (سن اليأس).

منذ زمن ليس بالبعيد كانت تزاول هذه المهنة باستدعاء صاحبة المواقف الصعبة إلى منزل الحامل لمراقبة الحمل و تحديد موعد الولادة أو مجيئها أثناء شعور المرأة بانقباضات الطلق ،غير أن الأمر اختلف مع تقدم و تطور العلم فقد شيدت لأجل العناية بالحامل أثناء الحمل و الولادة دور للولادة ،و هي مؤسسات صحية تستغلها القابلة لاستقبال النساء الحوامل من أجل فحصهن و ضمان تتبعهن أثناء الحمل و القيام بالتوليد غير العسير أو من أجل توفير الرعاية لهن بعد الولادة طيلة المدة المناسبة لحالتهن الصحية .

و تعتبر القابلات ممارسات مستقلات مختصات في الحمل منخفض المخاطر، والولادة، وما بعد الولادة. فهن بشكل عام يعملن على مساعدة النساء للتمتع بحمل صحي و ولادة طبيعية. و يجري تدريب القابلات للتعرف و التعامل مع أى خروج عن المألوف. بينما أطباء التوليد مختصين بأمراض الحمل و بالجراحة في الولادة القيصرية و بهذا تكمل المهنتين كلاهما الآخر.

و للتعرف أكثر على هذه المهنة السامية قابلنا القابلة هدى لتقربنا إليها و تبسط لنا أبجديات المهنة عن قرب. كانت أسمى إجابة عن سؤالنا لسبب اختيار القابلة هدى لهذه المهنة ، هو الجانب الإنساني فيها . ” اخترت هذه المهنة بحب و مارستها بحب ،فهي مهنة نخاطر فيها بحياتنا لنخرج أرواحاً للحياة ،في هذه المهنة مخاطر الخروج ليلا تلبية لنداء الواجب  و جعل روح الحامل و الجنين أولى الأولويات في حياتنا ” .

بعد اشتغالها في عدة مصحات سواء في القطاع العام أو الخاص قررت هدى إنشاء دار للولادة لممارسة مهنتها بعيدا عن العمليات القيصرية التي صارت عمليات مبنية على دافع مادي و دافع هروب من آلام المخاض بالنسبة للحامل و بذلك أخرجوا العمليات القيصرية من حقيقتها التي جعلت لإنقاذ روح الطفل و الأم ، وأصبحت العملية القيصرية الطريقة الأولى للإنجاب حتى و إن كان للحامل فرصة الولادة الطبيعية .

تقول القابلة هدى في تصريح لمجلة لأجلكِ : ” أنها تسعى لإعادة روح هذه المهنة السامية بتشجيع النساء على الولادة الطبيعية من خلال جلسات توعية عن الحمل و الولادة تُهيء الحامل نفسيا،و حصص رياضة خاصة بالحامل تُهيئها جسديا. الشيء الذي يعين الحامل على ولادة سهلة و ميسورة ” .

و خلال تواجدنا بدار الولادة قابلنا الكثير من الأمهات اللواتي طرقن باب هدى و كن مسرورات و قد خرجن بنفسية عالية و تجربة إيجابية من هذه الدار التي فتحت لهن أبوابها و مسحت عن جبينهن العرق المتصبب جراء خوفهن من ما سمعنه عن الولادة و مصاعبها خاصة البكريات منهن .

كما أكدت لنا القابلة هدى أن كل الرعاية المقدمة قانونية و معوضة جزئيا من قبل جميع شركات التأمين و الضمان الإجتماعي . و هذا يشمل الرعاية قبل الولادة، و الولادة و كذلك بعد الولادة  .

 

 

.

 

عن مجلة لأجلكِ

شاهد أيضاً

Colistin & mortadelle

معطيات خطيرة.. 90% من ضيعات الدواجن غير مراقبة ودجاجها يسبب أمراضا مستعصية

Share this on WhatsAppفجّر تقني فلاحي يشتغل في إحدى الضيعات الفلاحية الخاصة بتربية الدواجن بمدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *