الرئيسية / دِينكِ / المرأة بين الواقع و الغلو في سد الذرائع

المرأة بين الواقع و الغلو في سد الذرائع

سوء فهمك للقواعد الشرعية و الأصول الفقهية و بالتالي سوء تنزيلك لها يجعلك تتخبط و تخوض بلا روية في مسائل الدين عموما و الأحكام و الأسماء خصوصا ..

ففي إطار سوء استعمالك لقاعدة سد الذرائع (و هي قاعدة عظيمة جليلة) يمكنك تحريم ما تشاء من الأقوال و الأفعال !

فقد حرم بعض الناس -بسوء استعمالهم للقاعدة- نشر الرجل لصورته على مواقع التواصل ، لأنه قد يكون ذريعة لفتنة النساء! و خاض آخرون في أصل جواز التعليق و الإعحاب بين الجنسين !

و دافع آخرون عن فتوى تحريم علماء الجزيرة قيادة المرأة للسيارة، دون مراعاة لإختلاف الأمصار و الظروف، و استدلوا بنفس الذريعة التي قد توجد في بلد و تنتفي في بلد آخر ! فصاروا بهذا أضحوكة أمام الناس و فرجة للشامتين ..

و لهم في هذا سلف، فقد ألف الشيخ نعمان بن أبي الثناء كتابا أسماه و ياللهول : “الإصابة في منع النساء من الكتابة” و علل ذلك بكلام قبيح جدا في حق المرأة ! و نظم آخرون في ذلك شعرا مقيتا جدا أترفع عن ذكره بينكم هنا !
و نطق علماء آخرون معاصرون بكلام ممجوج يعللون به فتوى تحريم قيادة المرأة للسيارة ..فليس المشكل في الفتوى فحسب و لكن في استدلالهم !

هذه النظرة للمرأة، تجعلك تحصر دورها و مهمتها في الإنجاب و الرعاية فقط، بل في كمية ما تنجبه فقط دون النظر لنوعية هذا الجيل الذي “ستربيه” !

و من هنا كان تخلفنا و عدم ملاحقتنا لركب الحضارة بله السيادة و الرفعة، و بهذه النظرة أسدل على المرأة حجاب حديدي من الجهالة و التخلف و التأخر ..

فلم نعد نسمع عن أمثال : سكينة بنت الحسين، و فاطمة السمرقندية، و عائشة الباعونية، و كريمة المروزية، و زينب النفزاوية …

و نسمع في نفس الوقت عن رائدات متميزات في مجالات التقنية و الطب و الأعمال ..

و السبب -في تصوري- هو أن المرأة التي تجد في نفسها همة و طموحا ، تنفر من الدين إذا قدم لها بتلك الصورة، خوفا من التضييق و القمع، و تلجأ تلقائيا الى مجالات أخرى لتنشر مواهبها ..

و تكون النتيجة = استعمال هذه المواهب لمحاربة المشروع الإسلامي، و قد كان بالإمكان تطويعها لنصرة الدين لو قدم لها بغير ذاك الخطاب المنفر !

لقد حرم -عمليا- أناس مطلق الكلام بين الرجل و المرأة و لو كان مقيدا مفيدا، و أقصى ما يستدلون به قله تعالى : فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض” و يا ليتهم يكملون الآية الكريمة ليقرؤوا : “و قلن قولا معروفا” فأثبتت الآية القول بالمعروف مع الرجال بعد أن نهت عن الخضوع بالقول معهم ..هذا على التسليم بأنها لعموم النساء، لا إختصاصها بأمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-

فمن كانت ترى -عمليا- عدم جواز كلام المرأة مع الرجل الأجنبي، فكيف لها أن تقنع غيرها بطلب العلم و التفوق فيه، و هذا يستلزم حدوث تواصل علمي معرفي بينها و بين الرجال ! فليس ثمة علم رجالي و آخر نسائي !
.
إن مقتضى هذه النظرة هو ألا تتعلم المرأة !

و الله وحده المستعان ..

عن أ.فتيحة ندعلي

مهندسة دولة في شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية ماجستير في علم العقائد و الأديان في تراث الغرب الإسلامي

شاهد أيضاً

Al Qods Capital Arabe

البرلمانات العربية تستنكر قرار ترامب بشأن القدس وتدعو إلى تكثيف الجهود للضغط على أمريكا

Share this on WhatsAppأدانت البرلمانات العربية، يوم أمس الخميس بالعاصمة المغربية الرباط، قرار الرئيس الأمريكي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *