الرئيسية / أنا وابنائي / المعلم.. من “رسول” إلى “مقتول” بالمغرب!
Professeur
Professeur

المعلم.. من “رسول” إلى “مقتول” بالمغرب!

“قم للمعلم ووفه تبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا”،

لعل حكمة أمير الشعراء أحمد شوقي لم تعد تصلح في زمننا هذا، سيما أن أحداث العنف في حق رجال التعليم أضحت كثيرة، حتى كاد المعلم أن يكون مقتولا على يد تلميذه، وهو الأمر الذي كان سيحصل داخل ثانوية سيدي داود بورزازات الأسبوع الماضي، حيث أقدم تلميذ لا يتعدى الـ17 على تعنيف أستاذه داخل فصل الدراسة بوحشية كبيرة.

نفس السيناريو “الهمجي”، تكرر داخل ثانوية أخرى في مدينة الرباط، خلال الأيام الماضية، وهو ما أثار حنق رجال التعليم في جل ربوع المملكة.

وكرد فعل على هذه الأحداث الأليمة، شلّت النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية، مجموعة من المدارس بإضراب وطني دعت إليه للتعبير عن التضامن مع الأساتذة الذين طالتهم اعتداءات من طرف تلاميذهم في الفترة الأخيرة.

 

وبعدما استجابت مجموعة من الأساتذة للإضراب الذي دعت إليه، كل من الجامعة الحرة للتعليم، والجامعة الوطنية لموظفي التعليم، والجامعة الوطنية للتعليم، أمس الأربعاء، انضمت أعداد أخرى، اليوم الخميس، إلى هذه الخطوة الاحتجاجية على العنف الذي يستهدف الفضاء المدرسي، ويهدد سلامة الأطر التعليمية.

وفي وقت يعتبر فيه الأساتذة، الإضراب عن العمل، خطوة حاسمة لوقف هذا النوع من الاعتداءات، عبرت أسر عديدة عن استياء كبير، من إيقاف الدراسة لمدة 48 ساعة.

 

كيف يتحول التلميذ إلى وحش؟

 

بعدما كانت المدرسة المكان الأول للانضباط، وحسن السلوك وتنمية روح التعاون بين الفاعلين في المجال المدرسي، أصبحت هذه الأخيرة مسرحا للعديد من السلوكيات العنيفة، لم تستثن لا الأستاذ ولا التلميذ.

إن موضوع العنف هو ذو صبغة اجتماعية، لذا فإن العديد من الدراسات حاولت مقاربته لاستجلاء أسبابه‫.

وترى مجموعة من الدراسات أن العنف المدرسي يعد من أخطر ما يهدد أمن واستقرار المؤسسات الاجتماعية وأفراد المجتمع، فقد يلجأ التلميذ المراهق إلى ضرب الضحية ولكمه، وقد يكتسب المعتدي أحيانا شعورًا ممتعا بالتفوق والقوة والسيطرة، وقد تدفعه هذه الحالة لارتكاب حماقات تفضي إلى حد جريمة القتل.

 

فخلال مرحلة المراهقة، يصاب المراهق بكراهية السلطة، خاصة إذا كانت متشددة وغير منصفة فيقوم بترجمة هذه الكراهية إلى أعمال عنف ضد من يمثلون السلطة، من أساتذة وعمال بالمدرسة، كما أنه قد يتخذهم مجالاً للضحك والتسلية والاستهزاء بهم، فيقوم مثلا بالسخرية اتجاه زميل له خاصة في حضور الجنس الآخر، رغبة في إظهار التفوق والتميز لجذب الانتباه، إضافة إلى هذا فإن تمرد بعض الطلاب ضد المعلمين والعمال  بالمدرسة والزملاء ترتبط بعوامل كالتنشئة التي تلقوها في الأسرة وكذا نظرة المجتمع للمعلم ومكانته‫.

غير أن التلميذ العنيف، هو بدوره ضحية، لأن السلوك ليس نتاجا فقط للحالة الراهنة بل هو تراكم لخبرات ومشاعر وأحاسيس ومؤثرات بيئية ونفسية واجتماعية سابقة وحاضرة، فالطفل ينقل كل ذلك إلى المدرسة، ليحدث بعد ذلك التفاعل بين العوامل السابقة والحالية‫.

 

إدانة واسعة

‫أدانت جميع فرق مجلس المستشارين، واقعة تعنيف أستاذ داخل فصل دراسي بثانوية سيدي داود التأهيلية بمدينة ورزازات.

واعتبرت جل الفرق في الغرفة الثانية، أثناء جلسة الأسئلة الشفوية في مجلس المستشارين، الثلاثاء الماضي، أن تنامي ظاهرة الاعتداءات والاستفزازات في حق الأطر التربوية، وصلت إلى حد الإمعان في إذلالهم، مؤكدين أن هذا الأمر، تردٍّ غير مسبوق يطال كرامة ومكانة نساء ورجال التعليم، ومن شأنه أن ينعكس بشكل سلبي على كرامة ومكانة المؤسسة التربوية والتكوينية في المجتمع المغربي.

وأجمعت الفرق على إدانة هذا السلوك “والذي دقّ ناقوس الخطر حول ما آلت إليه الأوضاع في المدرسة العمومية بالمغرب، وهو ما يتطلب مناظرة وطنية حول العنف في المدارس”.

في المقابل، شدد المستشارون على أن التلاميذ ضحية وضع اجتماعي وتردي واقع تعليمي يجب معالجته، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤوليته. 

عن أ. عبد اللطيف أبو ياسين

شاهد أيضاً

Sport enfant

كيف نختار الرياضة المناسبة للطفل حسب عمره؟

Share this on WhatsAppتساهم ممارسة الأطفال للرياضة في زرع الصبر والمثابرة في نفوسهم، وتقوية شخصيتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *