الرئيسية / أسرتكِ / “واقعة محاولة اغتصاب فتاة بنجرير”.. أزمة قيم أم انعدام للأمن؟
محاولة اغتصاب فتاة بنجرير
محاولة اغتصاب فتاة بنجرير

“واقعة محاولة اغتصاب فتاة بنجرير”.. أزمة قيم أم انعدام للأمن؟

عرّت واقعة محاولة اغتصاب فتاة قاصر في الشارع العام ببنجرير وسط المملكة المغربية، والتي تم توثيقها في شريط فيديو قصير انتشر على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، أعطاب المجتمع المغربي، إذ بحسب مجموعة من المراقبين للشأن الاجتماعي، فإن البلاد مقبلة على كوارث خطيرة تهدد أمن وقيم المواطنين.

وأثارت هذه الواقعة المستفزة موجة عارمة من ردود الفعل الغاضبة والمستاءة، والتي تُعبر عن صدمة كبيرة إزاء ما حدث.

وقد أجمع أغلب رواد مواقع التواصل الاجتماعي على رفض هذا التصرف “الخطير” الذي كان بطله شاب في عقده الثاني، داعين السلطات إلى “اتخاذ إجراءات قاسية في حق الجناة”، كما أشاروا إلى أن “هذه الواقعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة مادام هناك تساهل من قبل الدولة مع مرتكبي أفعال الاغتصاب والتحرش”.

ويدل فيديو المراهق الذي يحاول بالقوة اغتصاب تلميذة في الشارع العام، على أن هناك انفلات أمني خطير، والأخطر من ذلك أضحى هناك منطق غريب يسود وسط أفراد المجتمع وهو “ماسوقيش في الآخر” رغم أن الحادثة وقعت في الشارع العام وبالتالي انعدام الرغبة في الحياة المشتركة والاحترام المتبادل والتضامن أدى إلى وقوعها.

 

تحرك شعبي

وأطلق مئات النشطاء المغاربة حملة واسعة لجمع توقيعات مُوجهة إلى رئاسة النيابة العامة في البلاد؛ ردًا على واقعة محاولة اغتصاب تلميذة في الشارع العام بمدينة بنجرير وسط المغرب من طرف مراهق؛ مما أثار غضب الرأي العام بالمملكة.

وناشد النشطاء، في حملتهم التي جاءت بعنوان: “كرامة بناتنا رهينة بصرامة قضائنا”، رئيس النيابة العامة محمد عبدالنبوي، من أجل إعطاء تعليماته الصارمة لكي “يشدد القضاء المغربي في العقوبات الصادرة تجاه المغتصبين والمتحرشين بالفتيات”.

وجاء في نص العريضة، التي وقّع عليها المئات، “جريمة الاغتصاب عندما تقع وتتكرر تصبح ظاهرة اجتماعية سلبية، والظواهر السلبية وحده القضاء من يمتلك صلاحية الزجر والردع لوضع نهاية لها”.

وتضمنت أيضًا، “إذا عرف أفراد المجتمع حدّة عقوبة المتحرش أو من حاول الاغتصاب، أكيد سيصبح عبرة ولن يفكر أي شخص آخر في ارتكاب نفس الجرم، أما إذا متّعناه بظروف التخفيف أخذًا بعين الاعتبار وضعيته أو حالته الاجتماعية، فإن تلك الذئاب البشرية ستجد فيها حجّة لتستمر في فعلها”.

وبحسب مجموعة من المراقبين لهذه الظاهرة الخطيرة، فإن الحل غير موجود على المدى القريب للقضاء عليها، مؤكدين أن “الحل موجود لدى مؤسسات الدولة وداخل الأسرة وفي المدرسة، وعلى هذه العناصر التحرك ونشر ثقافة التسامح وحب الآخر عبر برامج متنوعة لإنقاذ المجتمع المغربي”.

 

تفاعل حكومي

ودخلت قضية الاعتداء الجسدي على هذه الفتاة في الشارع العام ومحاولة اغتصابها من طرف شاب إلى قبة البرلمان.

وعبّرت بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية، خلال جلسة تشريعية في مجلس النواب، عن أسفها الشديد لما وقع، مطالبة بـ”فتح تحقيق في هذه النازلة”.

ووصفت وزيرة الأسرة هذه الواقعة بـ”وصمة عار على جبين الحكومة”.

وتابعت الحقاوي: “أشعر بألم غائر بداخلي، فنحن نتحمل جميعا المسؤولية لتفعيل القانون وحماية النساء، ونتضامن حول هذه القضية، والتي إذا وقعت بهذا الشكل اليوم ستتكرر إذا غاب القانون”.

وفي السياق ذاته، أدانت الفرق البرلمانية أغلبية ومعارضة الاعتداء الجسدي الذي تعرضت له هذه الفتاة القاصر في الشارع. وطالب ممثلو الفرق البرلمانية مساء اليوم الثلاثاء المنصرم، أثناء مناقشة مشروع قانون مؤسسة الرعاية الاجتماعية باتخاذ كافة الاجراءات لضبط الجناة ومعاقبتهم.

هذا، وكانت عناصر الدرك الملكي بقيادة بوشان، التابعة لإقليم الرحامنة، تمكنت يوم الأربعاء المنصرم، من توقيف الشاب الذي كان قد ظهر في شريط بمواقع التواصل الاجتماعي وهو يحاول اغتصاب تلميذة. كما جرى اعتقال مصور “الفيديو” بعدما قام والده، وهو رئيس جماعة، بتسليم المبحوث عنه لعناصر الدرك الملكي بابن جرير صباح الخميس.

عن أ. عبد اللطيف أبو ياسين

شاهد أيضاً

Child Marriage

المغرب يعتمد تدابير غير مسبوقة لتقليص نسبة زواج القاصرات

Share this on WhatsAppبعد صدور دراسة حديثة توثق النسب الكبيرة لزواج القاصرات في المغرب، قررت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *