الرئيسية / دِينكِ / ترامب يرتكب جريمة تاريخية ويعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل والعالم يندد بخطوته “المتهورة”
Al Qods
Al Qods

ترامب يرتكب جريمة تاريخية ويعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل والعالم يندد بخطوته “المتهورة”

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء اليوم الأربعاء، الاعتراف رسميا بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا أن تأجيل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل “لم يساهم في تحقيق السلام”.

وقال ترامب في خطاب بالبيت الأبيض، إنه “قد حان الوقت للاعتراف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل”، معتبرا أنه “لأكثر من 20 عاما رفض الرؤساء الأميركيون الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وها أنا أفي بوعدي”.

واعتبر ترامب، أنه “ينبغي أن تظل القدس موقعا مقدسا للأديان السماوية الثلاثة، كما أن القدس هي مقر الحكومة الإٍسرائيلية والكنيست والمحكمة العليا”.

وشدد ترامب بالقول: إن “أمريكا مستعدة لدعم حل الدولتين إذا أراد الطرفان ذلك”.

وأثار إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، موجة غضب فلسطينية شديدة، حيث دعت على إثر ذلك القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية إلى إضراب عام وشامل في يوم غضب شعبي يوم غد الخميس، في كافة المدن والقرى الفلسطينية.

ويرى مجموعة من المحللين السياسيين الدوليين، أن قرار الرئيس الأمريكي متهور، وفيه مخالفة واضحة لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات هيئة الأمم المتحدة منذ العام 1947، بما فيها قرار 181 الذي ينص على أن القدس ليست عاصمة لإسرائيل أو الدولة اليهودية.

كما اعتبروا هذا القرار مكمل لوعد بلفور، وهو تحول جوهري في السياسة الأمريكية حيال خيار حل الدولتين، وما تضمنه الخطاب ينسف أي إمكانية للذهاب إلى عملية سلام لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد الخبراء السياسيين أن القدس ليست إسرائيلية ولن تصبح كذلك، فهي تحت الاحتلال، والقانون الدولي واضح إذ ينص “على أنه لا يجوز الاعتراف بأي تغييرات في معالم بلد تحت الاحتلال أو الاستعمار”.

إدانة واسعة

وعبرت عدد من الدول سواء العربية أو الغربية عن أسفها الشديد من الخطوة “الحمقاء” التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

فقد قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الأربعاء، إن ألمانيا “لا تؤيد قرار إدارة ترامب في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل”.

من جانبه عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن رفضه قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلا “إن قرار ترامب الأحادي مؤسف وفرنسا لا تؤيده”.

وبدوره، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على أنه “لا بديل عن حل الدولتين للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن القدس قضية وضع نهائي ينبغي حلها من خلال المفاوضات المباشرة”.

وعبر الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق، بعد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس كعاصمة لإسرائيل، قائلًا إن “القرار قد تكون له تداعيات على فرص السلام”.

من جانبه، قال متحدث باسم رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، إنها “لا تتفق مع قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لأنه لن يساعد على الأرجح الجهود الرامية لتحقيق السلام في المنطقة”.

وبدورها، رفضت الحكومة الأردنية، قرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها، مؤكدة أنه “يمثل خرقًا لقرارات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، التي تؤكد أن وضع القدس يتقرر بالتفاوض”.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية المصرية، إن “مصر تستنكر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وترفض أي آثار مترتبة عليه”.

ومن جهتها، نددت وزارة الخارجية التركية بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل بوصفه “غير مسؤول”، ودعت واشنطن لـ”إعادة النظر في هذا التحرك”.

واعتبر وزير الخارجية القطري، أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو “حكم بالإعدام على كل مساعي السلام”.

موقف المغرب القوي

وبعث العاهل المغربي الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، رسالة إلى ترامب، أمس الثلاثاء، نبهه فيها إلى خطورة خطوته المتمثلة في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأضاف الملك محمد السادس في رسالته قائلا: “لا يخفى على فخامتكم ما تشكله مدينة القدس من أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل لدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، فمدينة القدس، بخصوصيتها الدينية وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية، يجب أن تبقى أرضا للتعايش والتساكن والتسامح بين الجميع”.

وشدد العاهل المغربي، ضمن الرسالة نفسها: “إن من شأن هذه الخطوة أن تؤثر سلبا على آفاق إيجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك اعتبارا لكون الولايات المتحدة الأمريكية أحد الرعاة الأساسيين لعملية السلام وتحظى بثقة جميع الأطراف”.

وأضاف الملك محمد السادس، “القدس بحكم القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها على وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم”.

كما وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، بصفته رئيس لجنة القدس، رسالة إلى أنطونيو غوتيرس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.

وقال العاهل المغربي في رسالته: “إن المساس بالوضع القانوني والتاريخي المتعارف عليه للقدس، ينطوي على خطر الزج بالقضية في متاهات الصراعات الدينية والعقائدية، والمس بالجهود الدولية الهادفة لخلق أجواء ملائمة لاستئناف مفاوضات السلام. كما قد يفضي إلى مزيد من التوتر والاحتقان، وتقويض كل فرص السلام، ناهيك عما قد يسببه من تنامي ظاهرة العنف والتطرف”.

وأضاف: “إن رؤيتنا التي نتقاسمها مع كل محبي السلام والساعين له والمدافعين عنه في العالم، تتمثل في الحفاظ على وضع القدس مدينةً للسلام والتسامح، مفتوحةً أمام أتباع كافة الديانات السماوية، ونموذجًا للتعايش والتساكن”.

وشدد العاهل المغربي بالقول: “قضية القدس، بقدر ما هي قضية الفلسطينيين باعتبارها أرضهم السليبة، فإنها قضية الأمة العربية والإسلامية، لكون القدس موئل المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين؛ بل إنها أيضًا قضية عادلة لكل القوى المحبة للسلام، لمكانة هذه المدينة المقدسة ورمزيتها في التسامح والتعايش بين مختلف الأديان”.

 

من جانبه، ندد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، بقرار الرئيس الأمريكي تجاه القدس، مؤكداً أنه سيضرب التزامات الإدارة الأمريكية التي انخرطت في تشجيع وإحياء العملية السياسية للقضية الفلسطينية.

وأضاف الخلفي، خلال استضافته على قناة الجزيرة، مساء اليوم الأربعاء، أن ما حصل اليوم يشجع إسرائيل على المضي قدما في مخطط تهويد القدس وطمس طابعها الديني والروحي، وهو انتهاك صريح لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.

وأشار المتحدث في نفس السياق، أن المغرب الذي يرأس عاهله لجنة القدس المنبثقة عن التعاون الإسلامي، كانت له مواقف حازمة وصارمة تجاه القرار الأمريكي.

عن أ. عبد اللطيف أبو ياسين

شاهد أيضاً

محاولة اغتصاب فتاة بنجرير

“واقعة محاولة اغتصاب فتاة بنجرير”.. أزمة قيم أم انعدام للأمن؟

Share this on WhatsAppعرّت واقعة محاولة اغتصاب فتاة قاصر في الشارع العام ببنجرير وسط المملكة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *