الإستقرار الأسري و أثره على حياة المراهقات
إن كلمة الإستقرار تحمل بين ثناياها الكثير من الدفء على الصعيد النفسي و الأسري و الإجتماعي .فالأسرة التي يحفها الإستقرار تشكل درعا واقيا لأفرادها سواء كانوا في سن الطفولة أو البلوغ أو المراهقة أو النضج .فعندما تنشأ الطفلة و تترعرع في ظروف أسرية سوية و سليمة خالية من المكدرات ،بحيث تجد الطرفين المسؤولين عن تربيتها يرفلان في ثوب الصحة و السّعادة و الإستقرار فإنها بالتالي سوف تنمو بصحة و سعادة ،فما أحلى أن يتمتع الإنسان بالصحة و السعادة و الأمان .
إن الإستقرار الأسري يندرج تحت مفهومه الكثير من القضايا الإجتماعية ،كما أن الأم و الأب هما المسؤولان أولا و أخيرا عن توطيد دعائم الحياة الأسرية الهانئة ،فكلما كانت الحياة بينهما أكثر استقرارا و هدوءا و راحة بال انعكس ذلك بصفة إيجابية على نفسية الأبناء و البنات و كل أفراد هذه الأسرة .
إضافة لما سبق فإن الإستقرار و الوفاق ليس حصرا على الوالدين ،بل ينبغي أن تسود المحبة و دفء المشاعر بين الإخوة و الأخوات ،و ليحرض الجميع على تذليل الصعوبات التي تواجهها الأسرة خلال الممارسات الحياتية اليومية لما يحققه ذلك من سعادة و مصلحة لجميع أفرادها .
و عند الحديث عن المراهقات بصفة خاصة نجد أنهن فتيات يافعات لديهن الكثير من الحساسية و الرقة في المشاعر التي تستحق المراعاة و التقدير .
إن الفتاة المراهقة تحاول تقليد والدتها ،فهي قدوتها في كل شيء لذا يلزم على الأم أن تكون صادقة تجاه بناتها و ألا تختلق المشاكل و تتم خطوات التفاهم بينها و بين الأب بشكل ودي ،دون المساس بمشاعر بناتها اللاتي تتأذى مشاعر إحداهن عند ارتفاع صوت أبيها أو اعتراضه على الحياة في ظل هذه الأسرة .
إن الأم بما جبلت عليه من صفات الأمومة و سعة الصدر قد منحها الله صفة الصبر و العطف ،فنجدها حريصة أشد الحرص على جمع شمل أفراد أسرتها الصغيرة و احتضان هؤلاء الأفراد بدفء مشاعرها الصادقة .إنها تصمت كثيرا و لا تتفوه إلا بأعذب الكلام ،تحاول جاهدة باستمرار العمل على تدفئة الرياح الباردة التي يسببها التيار المعاكس ،بما منحها الله من قدرة تمكنها من قمع الرياح العاصفة باستقرار أسرتها الصغيرة و تشملها رحمة الله و تعينها على قيادة هذه السفينة الشراعية ببراعة و حكمة حتى تجعلها ترسو بطريقة يشعر ركابها بأن اتجاه الأمواج و الرياح كان في صالحهم على الدوام