لا شَك أن الإنسان معرض للنكبات و المَصائب في هذه الحياة ،و لكن لا ينبغي له أن يتصور أن ذلك هو نهاية الحياة ،و أنه الوحيد الذي ابتلي بتلك المَصائب،بل عليه أن يخففها و يهونها على نفسه .
يحب عليك أيها المبتلى أن تعلم أن القدر قد سبق بذلك ،و أن الذي قدر ذلك و رضيه هو أحكم الحاكمين ،قينبغي الرضا عن الله عز و جل يما قدره و قضاه .
اعلم أن الدنيا دار ابتلاء و كرب،لا يرجى منها راحة .
اعلم أن الجزع لن يفيدك،بل يضرك في دينك و دنياك .
قدر لو أن المصيبة أكبر من تلك التي حصلت لك ،كمن كان له ولدان ففقد أحدهما ،فليقدر كيف لو فقدهما الإثنين .
انظر في حال من ابتلي بمثل بلائك فصبر ،فإن التأسي راحة للقلب عظيمة قالت الخنساء :
و لولا كثرة الباكين حولي ،،،، على إخوانهم لقتلت نفسي
و ما يكون مثل أخي و لكن ،،،، أعزي النفس عنه بالتأسي
انظر إلى حال من ابتلي أكثر من بلائك و أكبر فسيهون عليك بلائك و يذهب عنك حزنك .
ارجوا الخلف و العوض من الله تعالى ،،، قيل للقمان : ماتت زوجتك. قال :تجدد فراشي .
اطلب الأجر بحمل أعباء الصّبر ،و أنظر فضائل الصبر و جزاء الصّابرين و ثوابهم و سيرتهم في صبرهم ،و إن ارتقيت إلى مقام الرضا بالقضاء فهو الغاية و المرتبة العظيمة .
انظر إلى النّعم التي عندك و قد حرمها كثيرون .
لا تستسلم للإحباط الذي قد يصحب المصيبة و لا تيأس من الحياة و واجه السّأم .
اعلم أن الله أرحم بك من أمك التي ولدتك و أن قضاؤه مهما بدا لك صعبا فهو خير لك .
اعلم أن تشديد البلاء يخص الأخيار فقد جاء في الأثر أنه ” يبتلى المرء على قدر دينه “
ذكر صاحب ” الفرج بعد الشدة” :أن أحد الحكماء ابتلي بمصيبة ،فدخل عليه إخوانه يعزونه في المصاب ،فقال : إني عملت دواء من ستة أخلاط. قالو : ما هي ؟ قال :
الخلط الأول :الثقة بالله .
الثاني :علمي بأن كل مقدور كائن .
الثالث :الصبر خير ما استعمله الممتحنون .
الرابع :إن لم أصبر أنا فأي شيء أعمل ؟و لم أكن أعين على نفسي بالجزع .
و الخامس :قد يمكن أن أكون في شر مما أنا فيه .
و السادس :من ساعة إلى ساعة فرج .
بتصرف من كتاب :لا تحزن و ابتسم للحياة للشيخ محمود المصري